الثانية باكالوريا | الفلسفة | مفهوم التاريخ
موقف ریمون أرون : یؤكد على أن المعرفة التاریخیة ھي معرفة نسبیة. لأنھا لا یمكن أن تدرك الماضي بصفة نھائیة مادام أنھ لاوجود لماض خالص، فكل ماضي ھو ماض مستحضر ومعرفتھ لا تتأتى إلا عبر البحث و التنقیب و التحقیق. كما أن المعرفة التلقائیة التي نعرفھا بطریقة مباشرة ھي سمة أساسیة لواقعنا الذي نعیش فیھ، بحكم أننا نفھم جمیع دلالاتھ. في حین أن المجتمعات التي عاشت قبلنا لا یتسنى لنا أن نعرف دلالاتھا دون توسط منھج المؤرخ و بدلك تنعدم شروط المعرفة التلقائیة بھا . بالإضافة إلى كون تجربتنا في الماضي لایمكن أن تكون ھي تجربتنا في الحاضر. وانطلاقا من دلك فالمعرفة ھي إعادة بناء لما كان موجودا ولم یعد وھي عملیة تخص زمانا و مكانا محددین.
موقف ماكس فیبر: ینطلق من نقطة أساسیة تعتبر كمدخل من أجل التعاطي مع المعرفة التاریخیة كمؤشر لتصور مستقبل الإنسانیة. فالواقع الإمبریقي ( التجریبي ) یتمیز باللامحدودیة بحكم كثافتھ ولا نھائیتھ، فلذلك لا یمكن لأیة عدة منھجیة أن تشمل ذلك الواقع في كلیتھ. إن المؤرخ لا یمكن أن یتأتى لھ معرفة الماضي بصفة نھائیة، ذلك أن الأسباب التي یعتمدھا لتفسیر الواقعة التاریخیة ستبقى منتقاة انطلاقا من علاقة المؤرخ بالقیم. كما أن السببیة التاریخیة بالنسبة لماكس فیبر ھي سببیة تحلیلیة، متفردة وجزئیة احتمالیة، ویبقى العمل المنھجي للمؤرخ محددا لھذه المعرفة .
موقف ابن خلدون: التاریخ لا یعرف التقدم وإنما ھو دوري، تكراري، وفق نفس المراحل، وھذا ما تثبتھ نظریة العصبیة القائمة على الدم والقبیلة: فالبدایة ھب الفتوة أو النشأة ثم القوة واكتساب السیادة وبعد الغنى والترف تحل الشیخوخة ثم الاندثار، لتبدأ في مكان آخر آثار عصبیة جدیدة وھذا ما یشھد علیھ تاریخ إفریقیا الشمالیة (ألا یبدو ھذا التوصیف مشابھا لحیاة كائن طبیعي ھل یتعلق الأمر بإسقاط الطبیعة على المجتمع البشري، أم أن الأمر أعمق من ذلك؟
موقف ھیجل: ما یحكم تطور التاریخ ھو الجدل القائم على النفي ونفي النفي، حیث یتجاوز الحدث اللاحق الحدث السابق وذلك في أفق تحقیق غایة قصوى ھي وعي الروح المطلق لذاتھ عبر تحققھ في التاریخ موضوعیا: فالتقدم صیرورة عقلیة وخاصیة للعقل
.المطلق أو الوعي وھي أیضا خاصیة للتاریخ الكوني كمسرح یتمظھر فیھ تجسم الروح المطلق ووعیھ بذاتھ
أما الاختلال الطارئ المتمثل في الحروب والتوقفات الظاھریة للتطور فلیست إلا استثناأت جزئیة ضروریة للصیرورة العامة .وتخفي التقدم الحاصل فعلا .
موقف ریمون آرون: فكرة التقدم متحیزة للغرب كمركز لأنھا من إنتاجھ وخصوصا في ارتباطھا بعصر الأنوار الذي بني علىالتقدم كأساس للتطور في جمیع المجالات، ولا شك أن النموذج الأساسي ھو العلوم لكن ھل یمكن تعمیم ھذا النموذج على المجتمعات والفنون وجمیع أشكال الحیاة الأخرى؟
موقف ك.ل.ستروس: فكرة التقدم تقود لنزعة التمركز حل الذات الأوروبیة، أي أن نموذج التقدم ھو الغرب ونموذج التخلف ھو ما عداه، وھذا یعني أن فكرة التقدم سوف تفرض خطاطة تاریخیة واحدة، وتذیب جمیع الاختلافات بین الشعوب والأمم والحضارات والمجتمعات ، وتعاني فكر التقدم من خلل آخر ومن ضعف كبیر ألا وھو أنھا تحتاج لغایة تشكل نھایة للتقدم (في الماركسیة ھي الشیوعیة، وعند ھیجل ھي معرفة الروح المطلق لذاتھ، وعند فوكویاما ھي نھایة التاریخ المتمثلة في انھیار الاشتراكیة
إن فكرة التقدم تقتضي فكرة الخلاص والتي ھي فكرة دینیة بل میثولوجیة.
موقف ھیجل: القوة المحركة للتاریخ كسیرورات متلاحقة ھي الروح المطلق الذي یحقق وعیا بذاتھ ویجسد ذلك موضوعاي في التاریخ الكوني، متخذا الشعوب والمجتمعات والفنون والدیانات كوسائل... إذن لا أھمیة للأفراد على الإطلاق إلا باعتبارھم منفذین وأدوات یستعملھا الوعي المطلق .
موقف سارتر: الإنسان حریة تتجسد في اختیاره بین اختیارات ممكنة وذلك لأن وجوده سابق على ماھیتھ التي لا تدرك كشيء منتھ أو ماھوي وإنما كسیرورة وكمشروع دائم، لا یمكن تصور الإنسان الذي ھو وجود لذاتھ ومن أجل ذاتھ، أي یعي ذاتھ ویعي الضرورات المحدقة بھ لا یمكن تصوره إلا متخذا مواقف عبر تحمل مسؤولیة الاختیار حتى وإن كنت النتیجة قاسیة إلا وھي القلق الدائم مادام ھو وحده المسئول عن اختیاراتھ

تعليقات
إرسال تعليق